لربما كان التغوط أمراً يُدخله أغلب سكان العالم في نكتهم اليومية، ولكنه لا يعد موضوعا يدعو للمزاح لدى ملايين الناس في العديد من الدول النامية، حيث يشكّل الصرف الصحي لديهم مشكلة عويصةً وجزءاً تعيساً من حياتهم.
وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، لا تتوفر خدمات الصرف الصحي الصحية والمناسبة عند 2.5 مليار شخص حول العالم، ومن هذه المرافق التي نتكلم عنها ”المراحيض“.
على الصعيد العالمي، تضطر 526 مليون امرأة للذهاب إلى مراحيض موجودة في العراء، ولكونهن يفتقرن لإمكانية الوصول إلى مراحيض توفّر لهن القليل من الخصوصية، يدفعهن هذا للانتظار حتى حلول الليل لكي يتسللن في الظلام الحالك لقضاء حاجتهن بأمان وسلام بعيدا عن التهديدات الجسدية والعنف الجنسي واللفظي.
لتسليط الضوء على هذه الأمور عمدت منظمة غير ربحية تُدعى بـ”منظمة المراحيض العالمية“ لتخصيص يوم للاحتفال بما أسموه ”يوم المرحاض العالمي“، في 19 من شهر نوفمبر من كل عام.
في عام 2015 تم تسليط الضوء بشكل أكبر على هذه الإشكالية من قبل استديوهات (بانوس) التصويرية التي عملت جنباً إلى جنب مع جمعية ”المياه والصرف الصحي للفقراء“ WSUP -وهي جمعية معنية بتوفير متطلبات الصرف الصحي لأناس لا يتمتعون بهذه الميزات في بلدانهم- لتوثيق حالات مصورة لفتيات ونساء مع مراحيضهن، وتأثير هذا الأمر على حياتهن الخاصة.
”الكرامة والمساواة“ هي شعار هذه الحملة التي تسعى لتسليط الضوء على مدى تأثير العنف الجنسي الذي يُمارس على الفتيات والنساء اللواتي لا يتمتعن بالخصوصية اللازمة أثناء ذهابهن للمراحيض، ولا تزال المراحيض العادية غير كافية وغير قادرة على أداء وظيفتها لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين والفتيات اللواتي تزاولهن الدورة الشهرية، لكي يتمكنَّ من الاهتمام بنظافتهن الشخصية، كما يؤثر هذا الأمر على قدرتهن على الالتحاق بالمدارس والانخراط في مجال العمل أيضاً.
مدغشقر:
قالت طالبة تعيش في (أنتاناناريفو) تُدعى (فانيسا) وعمرها 17 عاماً أنها تشعر بالقلق وعدم الراحة عندما تكون في دورتها الشهرية وهي في المدرسة: ”لدي حمام خارج منزلي وأستطيع أن أحافظ على نظافتي الشخصية طالما أنني في المنزل، ولكن في المدرسة أشعر بالخجل خلال فترة دورتي الشهرية لعدم وجود أي مرافق صحية تعطيني الراحة والأمان الكافي لكي أستطيع أن أغتسل وأبدل فوطتي الصحية، لذلك أنا أخاف جراء انتظار عودتي إلى المنزل أن تتسرب السوائل إلى ملابسي لأنني لم أقم بتبديلها منذ وقت طويل“.
رومانيا:
تقول (غيتا) ذات الـ48 ربيعاً التي تعيش في قرية Buzescu بأنها فخورة بامتلاكها لواحد من أكبر حمامات القرية، فمساحة هذا الحمام 20 متراً مربعاً.
نسبة 35٪ من سكان هذه القرية رومانيون يحبون التباهي بما يملكون، ومع ذلك لا توجد في القرية مجارٍ أو شبكة صرف صحية، لذلك فإن أغلب مراحيض القرية هي مراحيض غير ثابتة.
البرازيل:
تقول (لورينا) ذات الـ16 عاماً التي انتقلت إلى أحد حياء (ريو دي جانيرو) الفقيرة: ”أنا لا أملك مرحاضاً خاصاً بي، وأنا أحاول بشتى الطرق إنشاء واحد خاص بي، ولكنني وفي الوقت الحالي يجب علي أن أستعمل مرحاض أمي، فتصل المياه لحينا يومي الخميس والأحد فقط من كل أسبوع، يوماً ما سوف أمتلك حمامي الخاص مع مياه جارية دون انقطاع“.
الهند:
تعيش (ساريتاديفي) في قرية (إيتافا) في ولاية (أوتار براديش)، ولكنها لا تملك مرحاضاً خاصاً في منزلها لذلك فهي تذهب إلى حقل لتقضي حاجتها ثم تعود، مما يجعلها تعاني من شعور بالمساس بكرامتها وانعدام الخصوصية في كل مرة تخرج فيها خارج المنزل للقيام بهذا الأمر.
تقول هذه المرأة بأنها تُهان من قبل الرجال وتتحمل رمي الناس للحجارة في وجهها، وتقاوم التعنيف اللفظي والإيماءات المبتذلة التافهة من الرجال، بالإضافة للتحرش.
بنغلادش:
عاشت (روبينا) التي يبلغ عمرها 38 عاماً في أحياء (مولار بوستي) الفقيرة في مدينة (داكا) لمدة 3 سنوات، فهي كانت قد انتقلت من إحدى الضواحي إلى هذه الأحياء عندما حصل زوجها على وظيفة في (داكا)، وعُرف المرحاض التي كانت تستعمله باسم ”مرحاض الهواء الطلق المعلق والمشترك“ الذي يقع على بعد 20 متراً من بيتها.
تقول السيدة أنها في إحدى المرات في منتصف الليل، وبينما كانت تقضي حاجتها في هذا المرحاض، طرق أحدهم بابه بشدة لدرجة أنها شعرت أن الشخص يحاول خلع الباب والدخول عنوة لرؤيتها، دون أي مراعاة لأي نوع من الخصوصية، مما أشعرها بالخوف الشديد ومنذ ذلك الحين بدأت بإعارة اهتمام كبير لأوقات خروجها إلى الحمام، كما قالت أنها لن تخرج إلى هناك بعد الساعة الـ9 مساءً تجنباً لمثل هذا الموقف.
بلجيكا:
تقول (روزالي) ذات الـ9 أعوام التي ترتاد مدرسةً في (بروكسل): ”في كل طابق من مدرستي هناك حمامات منفصلة للذكور والإناث، يوجد الصف الذي أدرس به في الطابق الثالث من المدرسة، ولدينا 22 مرحاضاً يشترك 230 طالباً في استخدامها بالإضافة لـ20 شخصاً راشداً، سواء كانوا معلمين أو معلمات أو إداريين، ويسمح لنا أساتذتنا في المدرسة بالخروج لقضاء حاجتنا متى أردنا“.
موزمبيق:
تعيش (أسوسينا)، طالبة الصف الـ8 ذات الـ14 عاماً التي تحب الدراسة ولعب كرة القدم، مع أمها وجدتها وشقيقتها وإثنين من أبناء عمومتها، تبيع جدتها البيرة من أجل توفير الدخل لعائلتها المتشعبة، وتتشارك (أسوسينا) استخدام المرحاض مع أكثر من 30 شخصاً آخراً من عائلات مختلفة أيضاً، فتقول: ”عندما تتساقط الأمطار يفيض المرحاض وتفوح منه رائحة كريهة جداً“.
تايلاندا:
تستخدم (سينيها) ذات الـ71 عاماً مرحاضاً عاماً داخل أحد المعابد التي تزورها وتقول: ”تمتاز هذه الحمامات بنظافتها لأنها تُنظّف وتُجهّز يومياً من قبل عدد من العمال، كما أنها أماكن آمنة لوجود حراس على أبوابها يراقبون الأوضاع لـ24 ساعة متواصلة دون انقطاع، كما أن مراحيض الرجال منفصلة عن مراحيض النساء“.
المملكة المتحدة:
تعمل (جوون) كسكرتيرة في مؤسسة Gordon Road Allotments -تأسست هذه المؤسسة في عام 1940 لغرض رفع مساحات الحدائق واستثمارها في جميع أنحاء منطقة (فينشلي) في المملكة المتحدة الواقعة تحديداً شمال غرب لندن- تقول هذه المرأة: ”اعتدنا الحصول على حمامات مسبقة الصنع قابلة للنقل من مكان لآخر التي كان يجب أن يتم إفراغها من البراز من حين لآخر، لم أعتبر يوما أن هذه الحمامات المتنقلة هي فكرةً جيدة لأن الرائحة الكريهة كانت تفوح منها، أما الآن فنحن نملك مراحيض إعادة تدوير تجفف وتحول البراز البشري لسماد عضوي، وهذا ما جعل النساء العاملات في هذه المنظمة يقضون وقتاً أكبر في العمل في تلك الحدائق حيث أصبح بإمكانهم قضاء يوم كامل دون الحاجة للذهاب إلى المنزل، ومن دون أي روائح كريهة مثل المراحيض السابقة، فقد شكلت هذه المراحيض فرقاً كبيراً خاصةً في أيام العمل المفتوحة.
لأول مرة في هذا العام كنا ضمن مخطط مؤسسة الحدائق الوطنية البريطانية -مؤسسة تسعى لإقناع أصحاب الحدائق بفتح حدائقهم لعامة الشعب لكي يستمتعوا بها مقابل مبلغ مالي بسيط جداً يعادل كوباً من الشاي، وتُحول هذه الإيرادات التي يدفعها الناس إلى جمعيات خيرية مباشرةً- ولم نكن لنتمكن من استضافة مثل هكذا حدث لولا وجود هذه المراحيض الحديثة والمتطورة“.
زامبيا:
تقول (سوزان) ذات الـ46 التي أسست مدرسة محلية معنية بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمشاكل العقلية في مدينة (لوساكا) عاصمة (زامبيا): ”أشعر بالفخر والسعادة عندما يتم تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل أن يصبحوا أفراداً فعالين في المجتمع، ولكي يتمكنوا من مواجهة مشاكل الحياة بكل عزيمة وإصرار وألّا يقضوا كل نهارهم جالسين في منازلهم لا حول لهم ولا قوة، لقد أُصبت أنا بشلل الأطفال في عمر السنتين، ليس أمراً سهلاً أن تكون شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة في (لوساكا)، فاستخدام المرحاض في هذه الحالة يعتبر أمراً صعباً جداً وخاصة أثناء العواصف، ففي بعض الأحيان يتوجب علي أن أزحف حرفيا لكي أتمكن من الوصول للمرحاض“.
أمريكا:
تقول (ماري) وهي كاتبة تعيش في (نيويورك): ”إن عيشي مع فتاتين في المنزل يفرض علينا نحن الثلاثة أن نقوم بضبط مواعيد دخولنا إلى الحمام وأن نتناوب أيضاً على تنظيفه، اعتدت على العيش في (بكين) في (الصين) حيث كان يجب عليَّ أن استخدم حماماً واحداً مشتركاً لأن شقتي لم تكن تحتوي على حمام خاص، وعلى الرغم من أن المرحاض كان نظيفاً فإنني كنت أكره ارتداء معطفي السميك في منتصف ليالي الشتاء الباردة من أجل أن أذهب لقضاء حاجتي في ذلك الحمام المشترك، جعلتني هذه التجربة أدرك مدى جمالية أن يكون لك مرحاض خاص ونظيف في منزلك“.
جنوب أفريقيا:
تملك (نومبيني) حمامين متنقلين في منزلها يستخدمهما 12 شخصاً يعيشون في نفس المنزل، وعندما انتقلت لأول مرة إلى (خايليتشا) في عام 2005، لم تكن تملك حماماً خاصاً مما دفعها للخروج إلى الأدغال عابرة طريقاً رئيسياً في المنطقة وقالت: ”كان الأمر مأساوياً عندما كان يتوجب عليّ أن أهرع إلى الأدغال سامعةً أبواق السيارات العالية، وعندما تم منحنا حماماً متنقلاً في عام 2009 شعرت بشعور جيد، لأنه لم يعد يتعين علي الذهاب إلى الأدغال كلما أردت قضاء حاجتي، المراحيض الإفرنجية الثابتة متدفقة المياه تعتبراً صنفاً أولاً إذا ما قارناها بهذه الحمامات المتنقلة، وحلمي هو أن يكون لدي مرحاض إفرنجي مع مياه دائمة الجريان في أنابيبه“.
رومانيا:
تعيش السيدة (بانا) ذات الـ49 عاماً في منطقة (بوزيسكو) الريفية مثلها مثل نصف سكان (رومانيا) الذين يقطنون الأرياف وليس المدن، ففي الريف الروماني لا توجد مياه جارية ولا شبكة صرف صحية.
لدى (بانا) مرحاض داخل منزلها ولكنها لا تستخدمه بل يستخدمه أبناء أخوتها وأخواتها عندما يأتون لزيارتها، وهي تفضل الخروج لمرحاض يقع خارج منزلها حتى لو اضطرت لفعل ذلك في برد الشتاء القارص.
موزمبيق:
تعيش طالبة المدرسة الثانوية ذات الـ 19 عاماً (فلورا) في حي (تشامانكولو سي) في (مابوتو) عاصمة (موزمبيق) مع والدتها وشقيقتها وابنة أختها، تتشارك هذه العائلة استخدام المرحاض مع عدة عوائل أخرى تعيش بالقرب مننها وتقول: ”أكره استخدام هذا المرحاض، ففي بعض الأحيان يسترق الرجال النظر إلي من خلال سياجه المسوّر، ليس هناك أي احترام للخصوصية“.
كينيا:
(يونيسي) هي مؤسسة أكاديمية (كازاراني) في مدينة (نايفاشا) الكينية، سابقاً كان في المدرسة حمامان يستخدمهما نحو 250 طالباً، كما استخدم المستأجرون بجانب هذه الأكاديمية هذه الحمامات أيضاً، التي كانوا يتركونها في وضع سيء جداً، فلم يكونوا يعتنون بنظافتها مما دفع الأطفال للتغوط في المساحات المحيطة بالمدرسة، وسرعان ما تفاقم هذا الأمر ليصبح مسألةً صحية شائكة وعامة.
قامت (يونيس) بدورها بإنشاء مراحيض صغيرة صديقة للطفل في هذه المدرسة، وميزتها أنها صغيرة جداً بحيث لا تتسع للبالغين أبداً وقالت: ”سوف يبدأ الأهالي بإرسال أطفالهم إلى هنا وهذا كلّه بفضل هذه الحمامات الصديقة للطفل التي نملكها، التي تضمن نظافة الأطفال وصحتهم“.
اليابان:
تقول (إيكو) ذات الـ61 عاماً التي تعيش في (طوكيو): ”نظراً لقرب هذا المتجر المتعدد الأقسام من منزلي، كنت غالباً ما آتي إلى هنا للتسوق، وعندما كنت صغيرة لم تكن الحمامات العامة في الشوارع نظيفةً وكانت تنبعث منها روائح كريهة، ولكن في كل مرة كنت أستخدم فيها هذه المراحيض في هذا المتجر كنت أشعر بالراحة النفسية والاسترخاء، باستطاعتي أن أمضي عدة ساعات على كرسي الحمام هذا“.
يدعى حمام هذا المتجر بـ”غرفة التبديل“، وهو مكان خاص قادر على تغيير مزاج الأشخاص من خلال إشعارهم براحة نفسية غريبة، فهذه الحمامات تمتاز بشبكة صرفها الصحي الرائعة كما أنها مزودة بعدة أمور من شأنها أن تجعلك تنسى أنك على كرسي المرحاض: كالموسيقى التي تسمعها وأنت تقضي حاجتك، والمقاعد ذات التدفئة الذاتية، تستطيع (إيكو) في ”غرفة الزينة“ الموجودة بجانب الحمامات أن تشحن هاتفها الخلوي وأن تشاهد التلفاز بينما تحصل على تدليك للقدمين، محولةً وظيفة عضوية أساسية يومية إلى تجربة رائعة متعددة الأحاسيس.
الهند:
انتقلت (سانجيتا) ذات الـ35 عاماً إلى مدينة (نيودلهي) الهندية منذ 10 سنوات مضت، وقبل هذه الفترة كانت تعيش في قرية اعتادت فيها على أن تخرج لقضاء حاجتها بعيداً في الحقول مما أشعرها بالخجل والإهانة، وهذا الأمر جعلها تصر عند قدومها إلى (نيودلهي) بأن تحصل على حمام خاص في شقتها هناك.
هاييتي:
تعيش (مارتيني) ذات الـ27 عاماً قرب نهر في منطقة (كاييميث) وتقول: ”أنا لا أملك حماماً داخلياً مغلقاً فحمامي عبارة عن حفرة في الأرض قريبة من منزلي، التي امتلأت الآن وأصبحت خطرةً جداً على البيئة وعلى سلامة الناس من المارة، أنا أستخدم هذه الحفرة في الليل فقط عندما أستطيع الحصول على بعض الخصوصية التي يعطيني إياها الظلام، أما في النهار فأنا أستخدم حماماً عاماً يبعد عن بيتي حوالي 15 دقيقة“.
غانا:
تشغل (إيما) ذات الـ47 عاماً وظيفة عاملة تنظيف حمامات في مدينة (كوماسي) -ثاني أكبر مدينة في غانا-. تعيش (إيما) في غرفة مستأجرة مع زوجها وأربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين الـ14 والـ22، هي عاملة تعتمد اعتماداً كاملاً على هذا الحمام في تحصيل النقود التي تستخدمها في إعالة وإطعام أطفالها وتعليمهم، وعلى الرغم من هذا فهي لا تملك حماماً خاصاً في منزلها، فخلال النهار تقوم بقضاء حاجتها في نفس الحمام الذي تعمل فيه ولكنها في الليالي تستخدم أكياساً بلاستيكية لقضاء حاجتها فيها، لأنه -وعلى حسب تعبيرها- من غير الآمن المشي لمسافة طويلة خلال الليل بغرض الوصول إلى هذا الحمام.
إثيوبيا:
تعيش (ميزيريت)، وهي مديرة مطعم في مدينة (أديس أبابا)، في غرفة واحدة مع ولديها الإثنين وأختيها الاثنتين وأمها، ترمّلت هذه السيدة منذ 9 سنوات بعدما توفي زوجها نتيجة إطلاق نار حدث بعد انتخابات عام 2005، يقع حمامها المشترك يقع جداً عن غرفتها، لذلك تستخدم العائلة الباحة الخلفية المجاورة لغرفتها من أجل قضاء حاجتها ليلا، ولا تخاطر بالذهاب إلى الحمام البعيد.
الإكوادور:
كانت السيدة (فابيولا) ذات الـ69 عاماً تعيش من عمر الـ7 حتى الـ21 في وادي (كيوبايا) قرب مدينة (كويتو)، وكانت تشارك حمامها في تلك الفترة مع 20 شخصاً آخراً، أما الآن فهي تعيش في شقة واسعة ذات 5 حمامات، وحمامها الخاص هو أكبر حمام بينها، ونتيجة للظروف التي عاشتها في صغرها فهي ممتنة جدا للحصول عليه وتجده بمثابة الجنّة.
البرازيل:
تعيش (إيزابيل) ذات الـ33 عاماً وحيدةً في شقة فوق سطح أحد الأبنية في (ريو دي جانيرو)، تحصلت هذه المرأة على ماجستير في إدارة القوانين البيئية وتعمل كفنانة رسم وتقول: ”حمامي يعني لي الراحة، ولكنني أعلم ما يخفي خلفه من هدر في المياه وتلويث للبحيرات والمحيطات“، وتضيف: ”حقيقة أني أملك حماماً خاصاً تعني إمكانية أن أتمتع بعشر دقائق من المياه الساخنة الجميلة التي تنعشني كل يوم، صحيح أن هذا الأمر قد يترتب عليه هدر للمياه لمدة 10 دقائق أيضاً ولكن هذه أفضلية عندي، لدي خزان مياه وسخان ومرحاض مريح“.
أستراليا:
(رينيه) هي فنانة تركت منزلها السابق الواقع في إحدى ضواحي (سيدني) كثيفة السكان لتعيش في مكان أكثر هدوءاً مع أشجار محيطة بها في كل مكان، مكان يبعد ساعة إلى شمال مدينة (سيدني)، حيث قامت ببناء كوخ على مساحة 10 فدانات وضمن هذه المساحة الواسعة قامت بإنشاء حمام خاص بها.
نسبياً يُشعر هذا الحمام (رينيه) بالراحة لكونه ضمن مساحة بيتها، ومحاطا بالعديد من الأشجار، ولكون بيتها بعيدا جداً عن أغلب بيوت المنطقة.
بنغلادش:
لطالما عاشت (سوكربانو) ذات الـ65 عاماً في مدينة (داكا) منذ نعومة أظافرها، وكانت تستخدم حماماً معلقاً -أخشاب جُمّعت وربطت معاً فوق بركة مياه- شكله شكل الحمام العربي فيه ثقب في الأرضية تقضي حاجتها فيه، وقالت أنها لطالما كانت تعاني من الأمراض التي تعتقد أن هذه الحمامات كانت تسببها لها.
تعيش هذه السيدة مع ثلاث فتيات يعانين أثناء انتظارهن لدورهن في كل صباح أمام طوابير الأشخاص الذين يرغبون في استخدام هذا الحمام المعلق قبل ذهابهم إلى أعمالهم.